ثقافة في ورشة بيت الخيال: التعريف بفنّ القصّة القصيرة وآليات كتابتها
انتظمت مساء الأحد 13 نوفمبر حصّة جديدة من ورشة «بيت الخيال» في موسمها الثالث للرّوائي التونسي كمال الرياحي. وتمحورت الحصة حول «التعريف بفنّ القصّة القصيرة وآليات كتابتها»، وقد حضرها عدد من محبّي الأدب وفريق «بيت الخيال» الدائم.
استهلّ الروائي كمال الرياحي حديثه بالدّخول في عالم القصّة القصيرة مؤكّدا على قراءة قصّة «المعطف والأنف» لنيكولاي غوغول لجودة كتابتها وأهمّيتها من حيث الشكل والأسلوب، حتى قال عنها «ترجنيف»: «لقد أتينا من معطف غوغول».
ومن جانب آخر، ذكّر الرياحي ببدايات تطوّر القصّة القصيرة في أمريكا مع «ادغار ألان بو» وأوضح «انّ القصة القصيرة قصّة تقرأ في جلسة واحدة» لقصرها وعدم تداخل عوالمها مقارنة بالرّواية.
عاد بعد ذلك الروائي كمال الرياحي ليخبرنا بنشأة الرواية تزامنا مع ظهور الطبقة البرجوازيّة، أما القصّة القصيرة فقد شهدت بروزا مع انهيارها أي خلال الثورة الصّناعية الى جانب الطباعة التي أسهمت في ظهور الصحف المكتوبة التي بدورها ساهمت في نشر القصص.
كما عرّف الروائي التونسي كمال الرياحي القصّة القصيرة من خلال ذكر أصل مصطلع القصّة التي تطرّقت إليه كل من التعبيرات الإيطالية Novella، الألمانية Nouvellen الى جانب الانجليزية News وأخيرا الفرنسية Conte.
ذكر الرياحي أهمّ من عرّف القصّة القصيرة خاصّة الشكلانيّين الرّؤس من بينهم «ايخنباوم» الذي ذكر في كتابه «نظرية المنهج الشكلي» «انّ القصّة القصيرة يجب ان تنطلق بقوّة مثل صاروخ أُلقي من طائرة ليضرب بحدّة، وبكلّ قواه الهدف المنشود»، كما أنّ إيخنباوم قارن بين الرّواية لتفريعاتها وتتالي أحداثها وبين القصّة القصيرة المكثّفة والمركّزة على فكرة واحدة.
ويضيف الرّوائي كمال الرياحي على أهمّية التركيز على النّهاية في القصّة القصيرة إذ «تميل القصّة القصيرة الى النهاية غير المتوقّعة». وقد أكّد الصحفي نبيل درغوث بدوره على أن تكون النهاية مفاجأة لقارئها، ومن المهمّ أيضا ان يقوم كاتب القصّة القصيرة باستحضار بدايتها ونهايتها في ذهنه قبل الشروع في كتابتها.
عاد من جديد الرّوائي كمال الرياحي الى جدوى ضرورة وضع تلخيص أوّلي للقصّة المراد كتابتها في أسطر قليلة لا تتجاوز الستّة اسطر ثم روايتها لشخص آخر واقناعه بها، اي سردها كحكاية مرويّة بطريقة سلسلة ومريحة.
امتدّت بعد ذلك حصّة «بيت الخيال» الى اقتراح الكاتب كمال الرياحي تمرينا حول استخدام محفّزات الكتابة اذ يستطيع كلّ كاتب للقصّة القصيرة أن يبدأ من محفّز ما لكتابة الملخّص الأولي لقصّته. واختتمت الحلقة بتأكيد الرياحي على أهمّية القصّة القصيرة فهي في الأغلب تكون مكثّفة، مرتكزة على فكرة واحدة، لا تخلو من الوصف والسرد والحوار.
مروى القنيشي